مصطلحات الخط العربي
الأربعاء 16 فبراير 2022
تَنسِبُ بعضُ المراجع التاريخية الفضل لانتقال الكتابات القديمة لمرحلة الحرف إلى الدولة الفينيقية، وأنَّ هذا الانتقال حدث منذ أكثر من ثلاثين قرناً.
ومع مرور الزمن تفرعت الحروف الفينيقية إلى أربعة فروع، هي: الآرامية، واليونانية، والحميرية، والعبرية.
وبعد ذلك تفرع الخط الآرامي إلى ستة فروع، وهي: التدمري، والهندي، والفارسي، والفهلوي، والعبري، المربع، والسرياني.
ثم نشأ من الخط السرياني خطان، وهما: الخط الحميري، والخط النبطي.
ومن الخط النبطي تفرع الخط العربي، وهو خط أهل الأنباط، وهم عرب يسكنون شمالي الجزيرة العربية، وكانت عاصمتهم البتراء.
وهذا التفرع تثبته النقوش الأثرية التي اكتشفها المستشرقون في سورية، والتي تبرهن على أنَّ الخط العربي قد اشتق من الخط النبطي.
ووجد أنّ هذه النقوش تشتمل على ثلاثة أنواع مكتوبة بالخط النبطي العربي، وهي:
هناك نظريتان في نشأة الخط العربي الحجازي، سنتعرف عليهما في النقاط التالية:
النظرية الأولى: النظرية الاستشراقية
وفيها يتفق المستشرقون مع العلماء العرب بأنَّ الخط العربي مشتق من الخط الفينيقي الذي تفرع منه الخط الآرامي والخط المسند، ولكنهم يختلفون معهم في مسألة أنَّ الخط الآرامي قد تفرّع منه فرعان:
ثم تفرَّع من الخط السرياني الخط الاسطرنجيلي، ثم الكوفي، وتفرَّع من الخط النبطي الخط الجيري والأنباري، ثم الحجازي النسخي، ويُسقط المستشرقون من حسابهم الخط المسند تماماً، وهو خط عرب اليمن، فلا يجعلون له أي تأثير على خط إخوانهم عرب الحجاز.
النظرية الثانية: النظرية العربية
وأصحاب هذه النظرية لا يذهبون إلى تفرع الخط الكوفي من الخط السرياني،
ويعتقدون أنَّ الخط المسند اليمني له خطان:
ـ الخط الأول: الخط الجنوبي ويسمى أيضاً الحميري.
ـ الخط الثاني: الخط الشمالي ويطلق عليه المستشرقون اسم الخط الصفوي، والثمودي، واللحياني، وعن الخط الصفوي تفرع الخط النبطي، وعنه تفرع الخط الحيري والأنباري وعنه تفرع الخط الحجازي، وعن الخط الحجازي تفرع الخط الكوفي وهو أصل الخطوط الحالية.
ونجد أنَّ الفرق بين النظريتين يتمحور حول أنَّ المستشرقين يخالفون علماء العرب باستبعادهم أن يكون الخط اليمني الشمالي وسيطاً في أخذ عرب الحجاز خطهم عنه بوساطة الخط الحيري، وذلك، فيما يبدو، لسببين: أحدهما أن الشبه ضعيف بين الخطين، بينما هو قوي بين الخط الكوفي والاسطرنجيلي المشتق من السرياني.
المصدر: المصدر